في ما لا يمكن وصفه إلا بأنه ليلة للنسيان بالنسبة لمشجعي برشلونة، تحطمت تطلعات فريقهم في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان في هزيمة دراماتيكية 4-1 على الملعب الأولمبي. لم تؤدي هذه الخسارة إلى خروجهم من ربع النهائي بنتيجة 6-4 في مجموع المباراتين فحسب، بل كانت بمثابة تذكير مؤلم لهزيمتهم في دور الـ16 في عام 2021. باريس سان جيرمان، بأداء ممتاز من عثمان ديمبيلي وفيتينيا وكيليان مبابي، حول ما بدا وكأنه بداية واعدة لبرشلونة إلى ليلة أخرى من خيبة الأمل.
ومما زاد الطين بلة، أن مسؤول وسائل التواصل الاجتماعي الإسباني الرسمي للدوري الفرنسي، Ligue 1 Espanyol، لم يتمكن من مقاومة السخرية على حساب الكاتالونيين. في منشور لم يترك سوى القليل من الخيال، سلطوا الضوء على فوز باريس سان جيرمان بملابسهم البيضاء، وهو لون مألوف جدًا لبرشلونة في مواجهاتهم الأخيرة ضد ريال مدريد. شهد هذا الموسم وحده سقوط برشلونة مرتين أمام غريمه اللدود، حيث خسر في نهائي الدوري الإسباني ونهائي كأس السوبر الإسباني. وكما لو أن القدر كتبه، فإن التحدي التالي لبرشلونة يكمن في سانتياغو برنابيو ضد ريال مدريد، وهو الاحتمال الذي يلوح في الأفق بشكل كبير على فريق يعاني بالفعل من الخروج الأوروبي.
انتصار باريس سان جيرمان لم يخرج برشلونة من دوري أبطال أوروبا فحسب، بل حفر اسمه أيضًا في التاريخ باعتباره الفريق الوحيد الذي سجل أربعة أهداف خارج ملعبه أمام برشلونة في المنافسة الأوروبية في مناسبتين منفصلتين. التحدي التالي لهم يكمن مع بوروسيا دورتموند في الدور نصف النهائي، وهو الفريق الذي يعرفونه منذ مراحل المجموعات.
بينما تتطلع برشلونة إلى الأمام، فإن الطريق لن يصبح أسهل. كانت السنوات الأربع الماضية متباينة، حيث أنهى الفريق دون لقب واحد في عامين من تلك السنوات. يبدو أن هذا الموسم يسير في اتجاه مماثل، حيث أصبح دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني وكأس الملك بعيدًا عن متناولهم. لا يزال الدوري الإسباني هو ساحة المعركة الوحيدة بالنسبة لهم، ولكن حتى هناك، فإن آفاقهم قاتمة. بعد تأخره عن ريال مدريد بفارق ثماني نقاط مع بقاء سبع مباريات فقط، لن يحتاج برشلونة إلى أي شيء أقل من معجزة ليفوز باللقب من هنا.
إنها حبة صعبة البلع بالنسبة لنادٍ له تاريخ برشلونة الغني وتوقعاته. الأيام المقبلة حاسمة، ليس فقط بالنسبة للموسم الحالي ولكن بالنسبة للمسار المستقبلي للنادي. هل سيكونون قادرين على تغيير حظوظهم، أم أن هذه بداية لتأمل أعمق حول مكانتهم في كرة القدم الحديثة؟ الوقت وحده هو الذي سيحدد ذلك، لكن في الوقت الحالي، يُترك برشلونة ولاعبوه ومشجعوه للتفكير فيما كان يمكن أن يحدث في موسم وعد بالكثير ولم يقدم سوى القليل جدًا.
(أول خبر: اسم المصدر، التاريخ)
أحمد آل مكتوم هو صحفي رياضي متميز من دولة الإمارات العربية المتحدة، مشهور بتغطيته الديناميكية والثاقبة لدوري الدرجة الأولى الفرنسي. وبفضل فهمه العميق لتكتيكات كرة القدم وميله إلى رواية القصص الممتعة، يقدم أحمد لجمهوره منظورًا فريدًا عن كرة القدم الفرنسية.